الإعلامية بسملة الرعمي في حوار خاص مع الكابتن أماني أبو زوينة أول طيار مدني بسوهاج

كتبت/ بسمله الرعمي
كشفت الكابتن أماني أشرف أحمد سليم أبو زوينة، أول طيار مدني من محافظة سوهاج، في حوار خاص للإعلامية بسملة محمد عابدين الرعمي، عن تفاصيل رحلتها الطويلة والطموحة التي قادتها لتحقيق حلم الطفولة، ليصبح واقعاً يبهر الجميع ويبعث الفخر في نفوس أسرتها وأهالي المحافظة.
بدأت أماني حديثها عن نشأتها وأحلامها الأولى، قائلة إن حبها للطيران واهتمامها بالمجال بدأ منذ صغرها حين كانت تراقب الطائرات في السماء وتتمنى أن تكون واحدة من قائديها.
ومنذ تلك اللحظة، ولدت لديها رغبة قوية لتحقيق هذا الحلم، واستمرت في العمل على تطوير مهاراتها ومواصلة دراستها لتحقيق هدفها.
وأضافت أن أسرتها كانت متحفظة في البداية على فكرة دخولها هذا المجال، لكنهم فيما بعد تحولوا ليصبحوا الداعم الأكبر لها، وكانوا دائماً يشجعونها ويقفون بجانبها في كل خطوة.
وعن أولى خطواتها المهنية، أكدت أماني أنها شعرت بسعادة كبيرة وإحساس بالمسؤولية تجاه حلمها، خاصة بعدما بدأت ترى تحقيقه على أرض الواقع، قائلة: “شعوري أنني بدأت في تحقيق حلمي هو أكبر دليل لي أنني على الطريق الصحيح، ومع العزيمة والإصرار أكملت هذا المشوار الصعب.”
وأضافت أماني أنها واجهت العديد من التحديات والصعوبات، خاصة الضغوط النفسية والتوترات الكبيرة التي كانت تعتريها في بعض اللحظات، إلا أنها لم تتراجع واستطاعت التغلب على هذه العقبات بفضل إصرارها وتماسكها.
وأشارت إلى أن مهنة الطيران ليست مقتصرة على الرجال كما يعتقد البعض، بل هي مجال مفتوح للفتيات والشباب على حد سواء، حيث قالت: “الطيران مجال متاح للجميع، ووجود الفتيات في هذا المجال لا يقل أهمية عن وجود الرجال؛ كل شخص لديه حلم يجب أن يتمسك به ويسعى لتحقيقه، بغض النظر عن آراء الناس.”
وسردت أماني تجربتها الأولى في التحليق، ووصفتها بأنها من أروع اللحظات في حياتها، مشيرة إلى أن أول مرة كانت تحلق فيها كركاب إلى جوار أحد الكابتنات، شعرت بشعور لا يوصف؛ حيث كانت تحلق فوق السحاب وتشعر بأنها تخطو أولى خطواتها نحو تحقيق أهدافها.
وأضافت أن التعامل مع الضغوط النفسية كان من أصعب التحديات التي واجهتها، لكنها واجهتها بشجاعة وتعلمت كيفية التماسك والثبات أمام هذه الضغوط بفضل ثقتها الكبيرة بالله سبحانه وتعالى ثم ثقتها بنفسها.
أما عن الدروس المستفادة من رحلتها، فأكدت أماني أنها تعلمت الكثير من تجاربها، وأن مسيرتها عززت ثقتها بالنفس وحبها للعمل، حيث أصبحت أكثر قوة وقدرة على مواجهة الضغوط، وأضافت: “تعلمت المسؤولية بشكل أكبر واكتسبت مهارة التركيز العالي التي ساعدتني على مواجهة أصعب التحديات.”
وفيما يخص الدعم الذي تلقته خلال مسيرتها، أعربت أماني عن امتنانها الكبير لأسرتها، ووصفتهم بأنهم كانوا سنداً وداعماً كبيراً لها في رحلتها، مشيرة إلى أن وجودهم بجانبها أعطاها الحافز للاستمرار وتحقيق الحلم الذي طالما سعت له.
وذكرت أنه في لحظات الشك والتعب، كانت تتوجه لله سبحانه وتعالى، وتستمد منه القوة للوقوف مجدداً ومواصلة السعي لتحقيق أهدافها.
أما عن إحساسها بالنجاح، فقد عبرت أماني عن فخرها الشديد بما حققته، وأنه لم يكن مجرد إنجاز شخصي فحسب، بل كان أيضاً مصدر سعادة وفخر لعائلتها وأصدقائها.
وأكدت أنها تشعر بالمسؤولية تجاه الجميع وتريد أن تكون مصدر إلهام للفتيات، خاصة من بنات الصعيد، اللاتي يشككن في قدراتهن على الوصول وتحقيق أحلامهن، وتوجهت برسالة دعم وتشجيع لكل فتاة طموحة تدعوها فيها إلى مواصلة مسيرتها دون التراجع.
وكشفت أماني عن طموحاتها المستقبلية، حيث ترغب في العمل مع الخطوط الجوية الإماراتية، وتطمح إلى أن تصبح قائدة عظيمة وتريد أن تحلق بطائرتين من طراز Triple777، مضيفة أنها تعمل حالياً على تطوير مهاراتها وزيادة خبرتها لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت أنها تشعر بأنها حققت نحو 30% فقط من أهدافها، وترى أن رحلتها ما زالت في بدايتها، وأن هناك العديد من الأهداف التي تسعى لتحقيقها في المستقبل.
وفي ختام حديثها، وجّهت أماني رسالة لكل الشباب والفتيات الذين يواجهون صعوبات وتحديات في طريق تحقيق أحلامهم، داعية إياهم للثقة بالنفس وعدم التأثر بكلام الناس والانتقادات السلبية، بل أن يأخذوها كنقطة قوة تدفعهم لتحقيق أحلامهم ومواصلة السعي لتحقيق أهدافهم.