اخبار

من وحى القلم مَقْعَدٌ فى الْجَنَّة— للدكتور / عادل اليمان

من وحى القلم
مَقْعَدٌ فى الْجَنَّة— للدكتور / عادل اليماني
السيد بكري
المحظوظُ حقاً، مَنْ كانَ للهِ تَعَاَلي عبداً، والعبوديةُ وضعَ اللهُ تَعَاَلي قواعدَها وصفاتِها: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا. وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا . وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتابًا . وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا. وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَمًا . خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا»
في الآياتِ الكريماتِ، إحدى عشرةَ صفةً، لعِبَادِ الرَّحْمَنِ، أولُاها: التواضعُ والسكينةُ والوقارُ، وثانيتها: الإعراضُ عن الجاهلين، وعدمُ مقابلةِ السيئةِ بمثلِها، والثالثة : الإكثارُ من صلاةِ الليلِ، مخلصين فيها لربِهم، متذللين إليه، والرابعة: الخوفُ من عذابِ جهنمَ، والتوسلُ للهِ أنْ يصرفَه عنهم، والخامسة: العدلُ في الإنفاقِ، فلا يبخلون في النفقاتِ الواجبةِ والمُستحبةِ، ولايزيدون عن الحدِ، فيدخلون في قسمِ التبذير، والسادسة: عدمُ الإشراكِ باللهِ، وعبادتُه وحدَه، مخلصين له الدينَ حُنفاءَ، مُقْبِلينَ عليه، مُعْرِضينَ عمن سواه، والسابعة: عدمُ سفكِ الدمِ الحرامِ، بغيرِ موجبٍ شرعيٍّ، والثامنة: حفظُ الفُروجِ مما حرمَ اللهُ، فلا يرتكبون فاحشةَ الزنا، والتاسعة: البعدُ عن الباطلِ في الأقوالِ والأعمالِ، والإعراضُ عن اللغوِ، وهو الكلامُ الذي لا خيرَ فيه، ولا فائدةَ منه في الدِينِ والدُنيا، والعاشرة: تلقي آياتِ اللهِ تَعَاَلى، بالقَبولِ لها، والافتقارِ إليها، والانقيادِ والتسليمِ لكُلِّ ما فيها، والحادية عشرة: عدمُ التقصيرِ في صلاحِ أنفسِهم، وسؤالُ اللهِ سُبحانَه ، الصلاحَ للأصحابِ والأزواجِ والذريةِ، وأنْ يكونوا أئمةً يُقتدى بهم في الخيرِ.
والمؤمنون درجاتٌ عندَ اللهِ، كُلُّهم في الجنةِ، ولكنَّ هُناكَ
وفداً يسعى إليها على رجليه : «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ..» ووفداً يركبُ تكريماً وتدليلاً : «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا» .. واﻷعلى منزلةً، وفداً تسعى إليه الجنةُ نفسُها، وتقتربُ منه: «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ..» إنَّ الجنةَ غايةُ المؤمنين ، وأشدُ أنواعِ الخَسارةِ، أن تكونَ الجنةُ عرضُها السمواتُ والأرضُ، ولايوجدُ ليِّ ولكَ مكانٌ فيها !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى