مبادرات

مبادرة** تعليم بأيدي منتجة**

بقلم د/ فاطمة شعبان، مدير عام جريدة صوت الشهيد بمحافظة الاسكندرية………الورش المدرسية في المدارس الصناعية هي ركيزة أساسية لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة. هذه الورش ليست مجرد أماكن للتدريب والتعليم، بل هي معامل إنتاج حقيقي تمكن الطلاب والمدرسين من المساهمة الفعالة في الاقتصاد الوطني. تحت شعار “تعليم بأيدي منتجة”، يمكننا تسليط الضوء على الفوائد المتعددة التي توفرها هذه الورش، بدءًا من تقليل الاعتماد على الاستيراد، مرورًا بتوفير فرص عمل للشباب، وصولًا إلى تعزيز مهاراتهم العملية والمهنية.

الورش المدرسية تعتبر منصة مثالية لتحويل المعرفة النظرية إلى تطبيقات عملية ملموسة. من خلال إنتاج المنتجات المحلية بجودة عالية، يمكننا تقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، مما يسهم في تقليل العجز التجاري ودعم الاقتصاد الوطني. الطلاب في هذه الورش يتعلمون كيف يصبحون منتجين وليسوا مستهلكين فقط، وهذا بحد ذاته خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

إشراك الطلاب والمدرسين في عمليات الإنتاج داخل الورش يوفر فرص عمل حقيقية تسهم في معالجة مشكلة البطالة المتزايدة بين الشباب. هذا النموذج التعليمي العملي يتيح للطلاب اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة لدخول سوق العمل بكفاءة وثقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمدرسين تقديم خبراتهم وتوجيه الطلاب نحو الابتكار والإبداع، مما يعزز من جودة المنتجات المحلية ويساهم في بناء جيل من المهنيين المهرة. من خلال بيع المنتجات المصنعة في الورش المدرسية في المعارض والشركات المحلية، يمكن تحقيق عائد مالي مستدام يدعم أنشطة المدارس ويمول برامج تعليمية وتدريبية جديدة. هذا الدخل الإضافي يعزز من استقلالية المدارس المالية ويمكنها من تحسين بنيتها التحتية وتوفير بيئة تعليمية أفضل للطلاب.

إضافة إلى ذلك، يمكننا استخدام الورش المدرسية كحق انتفاع للمستثمرين، مما يفتح أبوابًا جديدة للتعاون بين القطاعين العام والخاص. هذه الشراكات تسهم في تطوير الورش ورفع كفاءتها الإنتاجية، كما توفر فرصًا للمستثمرين لدعم التعليم والمشاركة في التنمية الاقتصادية من خلال استثماراتهم في البنية التحتية التعليمية.

الورش المدرسية تقدم للطلاب فرصة فريدة لاكتساب مهارات عملية ومهنية حقيقية. هذه المهارات تشمل التصنيع، والتصميم، وإدارة المشاريع، مما يؤهلهم لمواجهة تحديات سوق العمل بكل ثقة واقتدار. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا التدريب العملي في تحفيز الطلاب على الابتكار والإبداع، مما يعزز من قدراتهم ويجعلهم أكثر جاهزية لمستقبلهم المهني.

في الختام، يمكننا القول إن “تعليم بأيدي منتجة” هي مبادرة استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعليم والإنتاج المحلي. بتوفير بيئة تعليمية عملية تشجع على الإنتاجية والاكتفاء الذاتي، يمكننا بناء جيل جديد من المهنيين المهرة القادرين على قيادة عجلة الاقتصاد الوطني نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. لنستثمر في ورش المدارس اليوم، لنحصد ثمار النجاح في الغد.

محمد شعبان

صلي على الحبيب 🤍 ﷺ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى