اخبار
“الصحة النفسية في بيئة العمل: استثمار في الإنسان والأعمال” .
" بقلم د/فاطمة شعبان ........................... تعد الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من صحة الإنسان العامة، ولها تأثير مباشر على الأداء الوظيفي والإنتاجية في بيئة العمل. في ظل تزايد الضغوط النفسية والتحديات المهنية، بات من الضروري أن تولي الشركات والمؤسسات اهتمامًا كبيرًا برعاية الصحة النفسية للموظفين. تشير الدراسات إلى أن الموظف الذي يحظى بدعم نفسي جيد يكون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط، مما ينعكس إيجابيًا على إنتاجيته وجودة أدائه. علاوة على ذلك، تساعد الرعاية النفسية الفعالة في تقليل معدلات الغياب والإجهاد المهني، وتعزز من روح الفريق والتعاون بين الموظفين والإدارة. يتعين على أصحاب العمل والإدارة أن يكونوا على دراية بالعلامات التي قد تشير إلى معاناة الموظفين من مشكلات نفسية، ومنها التغيرات السلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي، أو العصبية الزائدة، أو التقلبات المزاجية الحادة، وانخفاض الإنتاجية مثل تراجع ملحوظ في الأداء، وزيادة الأخطاء، والتأخر في إتمام المهام، والتغيرات الجسدية مثل فقدان الوزن غير المبرر، أو الأرق، أو الشعور المستمر بالتعب، وزيادة الغياب مثل ارتفاع معدلات الغياب أو التأخير المتكرر دون أسباب واضحة. يمكن لأصحاب العمل اتخاذ عدة خطوات لدعم الصحة النفسية للموظفين، تشمل توفير بيئة عمل داعمة تشجع على التواصل المفتوح وتقديم الدعم النفسي، مثل توفير مساحات للاسترخاء والتحدث مع الزملاء، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعزيز الوعي بالصحة النفسية وتدريب الموظفين على التعامل مع الضغط النفسي، وتوفير خدمات استشارية ونفسية للموظفين الذين يحتاجون إلى دعم إضافي، وتشجيع التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية من خلال خيارات العمل المرنة والإجازات المدفوعة، والاعتراف بجهود الموظفين وتقدير إنجازاتهم، مما يعزز الشعور بالانتماء والتقدير. في النهاية، تُعد الصحة النفسية في مكان العمل مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الإدارة والموظفين على حد سواء. من خلال توفير الرعاية النفسية اللازمة، يمكن لأصحاب العمل خلق بيئة عمل صحية ومستدامة تعزز من رفاهية الموظفين وإنتاجيتهم. الاستثمار في الصحة النفسية للموظفين لا ينعكس فقط على الأفراد، بل يمتد تأثيره ليشمل المؤسسة بأكملها، من خلال تحسين الأداء العام وتقليل التكاليف المرتبطة بالمشكلات النفسية.
..
