اخبار
الثقافة والجرح من أسباب تغيير الإنسان
/ ايمان على حسين ....................... نمر جميعا فى حياتنا بتجارب تشكل شخصياتنا بطرق لا نتوقعها ومن ناحية أخرى تعد الثقافة والمعرفة التي نكتسبها من التعليم أو من التجارب الحياتية أيضا تشكل شخصياتنا بطرق لا نتوقعها وعندما تتلاقى هذه وذاك فى وقت واحد فهما كفيلان أن تعيد صياغة الهوية الشخصية كاملة وتختلف الطباع والسلوكيات لهذه الشخصية فعندما تتطور الشخصية اول شيء ياتي في ذهننا أن هذه الشخصية قد تطورت من خلال الثقافة والمعرفة والتعليم وكثرة القراءة التى توسع العقل والمدارك ولكن قد تتطور الشخصية نتيجة مواقف قد تعرضت لها او جرح يسبب الألم النفسي الداخلي وما بين مرحلة الشعور بالألم والانتهاء منه تاتي مرحلة الإدراك وهذه هي المرحلة التي توضح لنا ما هي التجارب الحياتيةومدى تأثيرها عليها يأتى تأثير الثقافة على الهوية الشخصية عندما يتعلم الشخص ويتثقف ويقرأ كثيرا ويلم بمعلومات كثيرة في جميع المجالات والتخصصات حتى أصبحت هذه الشخصية ممتلئة بكمية من المعلومات التي تفيده في حياته وبالتالي تتأثر الشخصية بهذه الثقافة التى كانت سببا فى تغيير هويته أيضا الثقافة لها تاثير كبير جدا وواضح على تطوير الذات والشخصية وتساعدها على حسم الأمور و اتخاذ القرارات الصحيحة في الاوقات الحاسمة فكلما كان الشخص مثقفا كلما كانت لديه قدرة استيعاب أكبر و تعدى الموقف والجرح والألم الذي يمر به بسهولة وأن يتعلم منه بل قد يكون هذا الجرح والألم يجعله حافزا لنمو شخصيته وتطوره الذاتي أكثر من التطور الذاتي الناتج عن التعليم والثقافة هنا نتعلم شيئا ونستفيد منه أن الثقافة والمعرفة يمكن أن تكون سببا في تغيير طباع وسلوكيات و هوية الشخص وكما عرفنا مدى تأثير الثقافة والمعرفة على تغيير بل تستطيع تبديل الشخصية وجب علينا ان نتطرق إلى معرفة ما هو المقصود بالجرح ؟ هل هو الجرح الجسدي ام الجرح النفسي ؟ فإن الجرح الجسدي يلتئم بسهولة مع الأدوية والعقاقير الطبية المناسبة للجرح الجسدى والتي لا تترك أثرا بعد ذلك أما الجرح النفسي فهذا هو المقصود في مقالي هذا الجرح النفسي الذي يسبب الألم الداخلي الذى هو فى الأصل سلاح ذو حدين إما أن يكون نتيجته إيجابية وقد يكون حافزا قويا لتعدي الشخص ما يمر به من آلام و إما أن يكون نتيجته سلبية و قد يكون سببا قويا لضعف هذه الشخصية و شعورها بالانهزام مما يؤدي ذلك إلى الإصابة بالأمراض النفسية مثل : الإكتئاب والإحباط و التي تؤدي غالبا الى الإنتحار وعند التفرقة بين النتيجة الايجابية والنتيجة السلبية لابد ان اتعرف على مدى ثقافة هذا الشخص الذي ييتعرض للألم النفسي فإذا كان شخصا مثقفا علميا وعمليا فهو يستطيع بكل سهولة ان يتجاوز كل ما يمر به من ظروف ومواقف وجروح تسبب له هذا الالم ويعتبرها زوبعة فى فنجان مهما قصر أو طول وقتها فإنها ستزول يقينا بالله أولا ثم يقينا بقوة شخصيته المثقفة التى تستوعب كل أمر يمر به أما اذا كان غير مثقفا او ملما ببعض الامور الأولية للمعرفة فإنه يقع ضحية هذا الجهل ويتجاوب بكل سهولة مع تغيير الشخصية الى الأسوأ فيصبح سلوكه من سيئ الى اسوء فلذلك أسلط الضوء على أن الثقافة والمعرفة مع وصول الشخص لمرحلة الإدراك من التجارب الحياتية نجد أنه قد تعلم أن يتعايش مع حياته فإنه يستطيع المرور باصعب المواقف التى يتعرض لها دون المساس السيئ أو السلبى بشخصيته ولنعلم أن الجرح والثقافة معا يكونا من الاسباب الرئيسية في تغيير الهوية الشخصية ويؤثران بشكل مباشر في تغيير بعض الطباع والسلوكيات لدى الشخص من هنا نرى لابد أن يكون الشخص لديه مرونة في التعافي من الجروح النفسية و لديه فن التعامل مع الحياة ويكون أيضا لديه دعم نفسي واضح لتعديه هذه الآلام بدون أي تأثيرات سلبية التي يمكن أن تساعد في تغيير هذه الشخصية للاسوء فإن مرحلة إنتهاء الألم وبداية الإدراك لدى الإنسان يصل به إلى مرحلة التعلم والثقافة معا ويمكن أن يتحدى نفسه بتجاوز المواقف الصعبة التى قد تكون سببا فى تغير شخصيته و تصبح اقوى في مواجهة بعض الصعوبات التي يواجهها في حيات لذلك أكرر الثقافة والجروح اهم درس في تغيير الهوية الشخصية فكن قادرا وحريصا على تغيير الشخصية للأفضل بالثقافة و التعلم من تجارب الحياة
