كبار السن

مصطفى جاد أسوان/
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قد يرقدون ولا ينامون وقد يأكلون ولا يهضمون وقد يضحكون ولا يفرحون وقد يوارون دمعتهم تحت بسمتهم يؤلمهم بعدك عنهم وانصرافك من جوارهم واشتغالك في حضرتهم لم يعودوا محور البيوت وبؤرة العائلة كما كانوا قبل فانتبه ولا تكن من الحمقى فتشقى قريبون من الله دعاؤهم أقرب للقبول قلوبهم جريحة ونفوسهم مطوية على الكثير من الأحزان الكلمة التي كانت لا تريحهم حال قوتهم الآن تجرحهم والتي كانت تجرحهم الآن تذبحهم لديهم اوقات فراغ يحتاجون من يسمع لحديثهم ويأنس لكلامهم ويبدو سعيداً بوجودهم غادر بهم القطار محطة اللذة وصاروا في صالة انتظار الرحيل يحتاجون إلى بسمة في وجوههم وكلمة جميلة تطرق آذانهم ويداً حانية تمتد لأفواههم
هم الأب والأم والجد والجدة وسواهم من ذوي القرابات أجعلهم يعيشون أياماً سعيدة وليالي مشرقة ويختمون كتاب حياتهم بصفحات ماتعة من البر والسعادة حتى إذا خلا منهم المكان لاتصبح من النادمين كن العوض عما فقدوا وكن الربيع في خريف عمرهم وكن العكاز فيما تبقى هم كبار السن الآن وسيذهبون وعما قليل ستكون أنت هذا الكبير المسن المقبل فأحذر
وانظر ما أنت صانع وما أنت زارع .