
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه خرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق، وعلى البيوت والغلمان والخدم، يقولون الله أكبر، جاء رسول الله الله أكبر، جاء محمد وقال أنس بن مالك رضي الله عنه “إني لأسعى بين الغلمان وأنا يومئذ غلام، والناس يقولون جاء محمد، جاء محمد”هكذا يردد الناس هذه الكلمات فرحا بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أحب الناس إليهم.
فيا له من مقدم ملأ القلوب فرحا وسرورا، وملأ الآفاق بهجة ونورا فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكل قبيلة من الأنصار تنازع الأخرى زمام ناقته النزول “عندنا يا رسول الله، في العدد والعدة والمنعة” ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “دعوها فإنها مأمورة، وإنما أنزل حيث أنزلني الله عز وجل ” فلما انتهت به إلى مكان مسجده بركت، فلم ينزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وثبت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أطلق لها الزمام، فسارت غير بعيد، ثم التفتت خلفها فعادت إلى مكانها الأول فبركت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “هذا إن شاء الله المنزل” وكان هذا المكان لغلامين يتيمين، فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فساومهما ليشتريه منهما، فيتخذه مسجدا.
فقالا بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، وقال “أي بيوتنا أقرب؟” قال أبو أيوب أنا يا رسول الله هذه داري وهذا بابي، قال “فانطلق فهيئ لنا مقيلا” ففعل، ثم جاء فقال “قوما على بركة الله” ثم جاء عبد الله بن سلام، وكان حبرا من أحبار اليهود، فقال أشهد أنك رسول الله، وأنك جئت بحق، وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني أسلمت، فإنهم إن علموا به قالوا في ما ليس في، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود فأتوا إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يا معشر يهود ويلكم اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق” قالوا ما نعلم ذلك، قال “فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟”
فقالوا سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال “أرأيتم إن أسلم؟” قالوا حاش لله ما كان ليسلم، فأعاد فأعادوا وكان عبد الله بن سلام قد اختبأ لينظر ما يقولون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يا ابن سلام اخرج عليهم” فخرج، فقال يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا له كذبت، فأخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله للنبي صلى الله عليه وسلم “ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت، أهل غدر، وكذب وفجور” رواه البخاري.