منوعات

. لا تكن صنما في حياتك

.. لا تكن صنما في حياتك!

إعداد م/ أحمد جمال الجوهري

بداية أو أن أشير بالفضل أولا في هذا المقال إلى المدرب/ عمار شهاب وإلى بُنَىَّ الرضيع/ سليمان سائل المولى -جل شأنه- أن يحفظه وإخوته وأن يشملهم بمعيته وفضله ورحمته…

ما معنى بسم الله الرحمن الرحيم؟ ولماذا قالها سليمان-عليه السلام؟ ولماذا نبدأ أي عمل بقولها؟

إنها للمرة الأولى التي أقف عند هذا الكلام ودراسة ما معناه العميق حتى لا نكرر أشياء قالها الأوائل من المفسرين والنقل عنهم دون الإدراك الجيد والإضافة المفيدة والمكملة بالاجتهاد والدراسة والفهم..

فسليمان- عليه السلام- كان ينقل الأشياء، ويُسْخِّر الجن، ويخاطب الحيوانات والطيور بقوله ” بسم الله الرحمن الرحيم”. الرحيم ليس من الرحمة فقط بل من الرحم، ومن الخلق، والإبداع، والابتكار. وكأن الله-جل شأنه- يقول لنا أن أي عملية خلق أو إبداع أو ابتكار أو وجود لأي شيء في هذا الكون هي برحمة وفضل منه. وبالتالي عندما نقول “بسم الله الرحمن الرحيم” قبل الأكل على سبيل المثال فهذا يعنى أنه لا يوجد خلية تتكون في جسدك إلا برحمة من الله الرحمن الرحيم.

وهنا أقف مع حضراتكم أن قوة الكلمة بلغتنا العربية القوية هي بقوة روحها ومعاناها بأبعادها المختلفة ومدى إدراكنا لهذا المعنى وإيماننا الراسخ بها. وأدعو إلى تدبر القرآن كثيرً ونقف عند كل آية بل كل كلمة وحرف ونفهم ما المقصود وما المعنى حتى نستطيع أن نستحضر قوة الكلمة وقوة الروح فيها.

” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا”

وأدعوكم وأدعوا نفسي أولا، ألا نكون أصناما في حياتنا ناقلين للخبر أو لسلوك أو لتربية أو لعادة أو لفعل دون وعى أو أدراك أو فهم لمجريات الأمور والأحداث ومدى تأثير ذلك علينا وما الفائدة من نقلها لك أولا على المستوى الشخصي ثم الأسرى وبالتالي المجتمع ككل.

فكم من بلهاء أصنام بيننا تلقوا ذلك على أرض خصبة من الجهل أو التقليد الأعمى أو الحقد والغيرة ودمروا أنفسهم وساهموا في تدمير محيطهم سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع.

“وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ”

وختام، آمل أن يلمس مقالي هذا بشاشة الإيمان في قلوبكم وآلا نكون مما قال فيهم الله جل شأنه “وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ”

محمد شعبان

صلي على الحبيب 🤍 ﷺ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى