منوعات

الاختيارات الخاطئة لشريك الحياة 

 

بقلم / رشا علواني

يحتاج كل منا الي من يأنس وحدته و يجبر كسرة و يلملم شتاته، فيقرر اختيار شريك حياة له، يجب أن يكون هناك توافق فكري وثقافي بين كل من الطرفين ، حتي تستمر الحياة و يستطيعوا تخطي الكثير من الصعاب و المشكلات التي تواجههم .

وعندما نتحدث عن التوافق هنا ليس توافق في الثقافه فقط بل توافق مادي و نفسي أيضا، يجب أن تكون نظرتهم للحياة واحدة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، عندما يحدث في بعض الأحيان اختيار الشريك الخطأ .

فما أسباب ذلك ؟ 

وهل للوالدين دور في اختيار شريك الحياه ؟

في ذلك المقال سوف نتحدث عن كل ذلك .

 لقد ادي الاختيار الخاطئ لاختيار شريك الحياه الي ارتفاع نسبه الطلاق، و يكون ذلك في كثير من الأحيان خلال السنوات الأولي من الزواج ، وكما يوجد بعض الحالات التي تكتشف بعد مرور وقت من الزمن وبعد أن يكبر الأبناء أنهم قد اختاروا الشريك الخطأ.

الاختيار الخاطئ لشريك الحياة يكون منذ البدايه وذلك يكون السبب الرئيسي لتدهور العلاقات، و فشل الزواج، و يكون ذلك ناتج عن التسرع في إتمام الزواج قبل أن يتعرف كل من الطرفين علي الآخر.

وهنا يجب تدخل الاب والام للمساعدة في اختيار شريك الحياه، سواء ذلك للابن أو الابنه .

حتي ينعم كل من الطرفين بالهدوء والسكينة، و تكون المساعدة بدون فرض رأي أو أجبار، وتبدأ تلك المساعدة منذ الصغر، وذلك عن طريق زرع ترسيخ القيم و المبادئ و الصفات الحميدة، التي يجب أن تتوافر في الزوج أو الزوجة في المستقبل.

و لان دائماً اختيار شريك الحياه أمر صعب، يجب أن يعتمد علي عدة أسس ومنها :-

– راي الأهل و تقيمهم لشريك الحياة.

ويكون ذلك عن طريق تحمل بناء الأسرة .

– يجب أن تكون المساعدة بدون تدخل سافر أو إجبار أو ضغط من اي نوع من الوالدين أو أحدهم للقبول بشريك غير ملائم .

هنا يأتي دور الأسرة في تربيه الابناء منذ الصغر علي زرع القيم الدينية و الأخلاقية بداخلهم.

ويجب أن تحرص كل أسرة علي تعليم الأبناء الخصال الحميدة، وكيف يفرقون بينها وبين الصفات و الخصال السيئة، و يجب أن تكون الأسرة حريصه كل الحرص علي مصادقة الأبناء في فترة المراهقة.

حتي يتمكن الأبوين من زرع وغرس الخبرات و التجارب الحياتية التي مروا بها بداخلهم حتي يستطيعوا أن يفرقوا بين العيون و المميزات .

و يجب أن لا تقل فترة الخطبة عن عام، و ذلك حتي يتثني لكل من الطرفين معرفه الآخر.

هل هذا الشخص سوف يكون زوج مناسب ؟

سؤال يدور في الأذهان و يؤرق الكثير 

الاختيار الأمثل هو القائم على الجمع بين قرارات العقل ” الوزير ” و القلب ” الملك ” .

و يجب أن يحرص كل من الطرفين عند اختيار شريك الحياه علي أن تتوافر فيه عدة أشياء هامة منها :-

١- أتعرف علي نفسك :

يجب أن تتعرف علي نفسك اولا وصفاتك بشكل واضح، و تتعرف علي ميولك و تطلعاتك و من هنا سوف تستطيع أن تحدد شريك حياتك .

٢- شريك يدعم أحلامك و طموحاتك :

كل منا له طموحاته و تطلعاته الخاصة، يجب أن يتم منا مناقشة تلك الطموحات بوضوح مع شريك الحياة و التأكد من دعمة التام له قبل إتمام الزواج.

٣- التوافق من الجانب الفكري :

يوجد بعض الأزواج أو الأشخاص لهم اتجاهات و معتقدات و أفكار معينه قد تكون متشددة، سواء سياسية أو دينية أو اجتماعية وهذا إن لم يكن يتوافق مع أفكار الطرف الآخر فإن العلاقة سوف تفشل.

٤-توافق في المستوي العلمي :

 عندما يكون هناك توافق على المستوى العلمي هذا يخلق بيئة صحية للحوار بين الطرفين، ولكن عدم التوافق يشعر أحدهم بالنقص و الدونية أمام الآخرين، و هنا سوف تفقد تلك العلاقة اهم مميزاتها، و تلك الميزة هي التكامل بين كل من الطرفين و لا يتحقق التكامل في وجود فجوة ثقافية كبيرة بين الطرفين.

٥- توافق في المستوي الاجتماعي:

الفروق الاجتماعية الكبيرة من شأنها خلق فارق في التفكير و التطلعات بين الطرفين، و لن يتحقق الحد المقبول من التوافق و الانسجام بينهم الا بذلك، و اغلب العلاقات التي تتم ويكون بينهم فوارق اجتماعية كبيرة تنتهي بالفشل، لذا يجب أن يكون الطرف الآخر من نفس المستوى الاجتماعي أو قريب منه .

٦- شعور الامان و الارتياح النفسي :

هذه هي أهم النقاط التي يجب التركيز عليها، لانه قد يحدث في كثير من الأحيان أن تنطبق كل الشروط السابقة علي الطرف الآخر و لكن لا يوجد شعور بأي ارتياح من جانب الشريك، و هنا يتم فقدان الشعور بالأمان و الارتياح

اختيار شريك الحياه ليس وليد مرحلة الشباب فقط، لا فإنها بداية حياة تبدأ و تنتهي بتربيه جيل جديد من الأبناء، هنا يجب علي كل من الطرفين تحمل نتيجه الاختيار.

الصداقة و التوجيه منذ البدايه يوفر الكثير من الصدمات و الاختيارات الخاطئة، و ذلك يتيح للشاب و الفتاة أن يختار شريكة وفقاً لما تربي عليه،

فإذا نشأ و تربي في وسط مادي بحت سيبحث عن الماديات بالدرجة الأولى، وإذا نشأ و تربي في بيت يبحث عن الأخلاق و احترام الرأي و الرأي الآخر و احترام الآخرين، فإنه سيبحث عن الشريك التي تتوافر فيه تلك الصفات.

هنا يجب أن يفهم الأهل ابنائهم إن الزواج ليس إشباع لعاطفة فقط، أو غريزة جنسية، أو وجهة اجتماعية، ولكن الزواج مسؤولية كبيرة تقع علي عاتق الطرفين.

 و للحدو التقليل من تلك الأخطاء التي يقع فيها البعض يجب أن يتوفر لدينا مراكز اعداد و تاهيل المقبلين على الزواج، حتي يكون كل شاب وفتاة مؤهل لبناء حياة جديدة، قادر علي مواجهة الصعوبات التي تواجههم،و يجب مراعاة الاحترام المتبادل بينهم و يكون من خلال التصرفات و الكلام الذي يؤدي إلى التفاهم و التوافق و وجود القيم المشتركة بينهم، كل تلك الأشياء من شأنها تعزيز العلاقة بين الزوجين، 

 قد يحدث مع بعض الأشخاص وعندما يصلون إلى منتصف العمر يشعرون بالندم الشديد، و يدركون أنه وقع الاختيار الخطأ علي شريك الحياة، و عندما تم البحث عن ذلك وجد أن ٢٣٪ أكدوا أنهم لم يتعرفوا علي شربك حياتهم و لم يستطيعوا الحكم علي الأمور بالشكل الكافي .

و ١٩٪ قالوا إنهم لا يستطيعون ادخار أموال في المستقبل.

و من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الشخص أنه يقوم

محمد شعبان

صلي على الحبيب 🤍 ﷺ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى